سورة المدثر - تفسير تفسير الألوسي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (المدثر)


        


{فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24)}
{فَقَالَ إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ} أي يروى ويتعلم من سحرة بابل ونحوهم وقيل أي يختار ويرجح على غيره من السحر وليس ختار والفاء للدلالة على أن هذه الكلمة الحمقاء لما خطرت بباله تفوه بها من غير تلعثم وتلبث فهي للتعقيب من غير مهلة ولا مخالفة فيه لما مر من الرواية كما لا يخفى وقوله:


{إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25)}
{إِنْ هذا إِلاَّ قَوْلُ البشر} كالتأكيد للجملة الأولى لأن المقصود منهما نفي كونه قرآنًا ومن كلام الله تعالى: {وَأَنْ اختلافا} معنى ولاعتبار الاتحاد في المقصود لم يعطف عليها وأطلق بعضهم عليه التأكيد من غير تشبيه والأمر سهل وفي وصف أشكاله التي تشكل بها حتى استنبط هذا القول السخيف استهزاء به وإشارة إلى أنه عن الحق الأبلج عزل ثم أن الذي يظهر من تتبع أحوال الوليد أنه إنما قال ذلك عنادًا وحمية جاهلية لا جهلًا بحقيقة الحال وقوله تعالى:


{سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26)}
{سَأُصْلِيهِ سَقَرَ} بدل من {سأرهقه} إلخ بدل اشتمال لاشتمال السقر على الشدائد وعلى الجبل من النار والوصف الآتي لا ينافي الإبدال على إرادة الجبل بناء على أن المراد به نحو ما في الحديث وقال أبو حيان يظهر أنهما جملتان اعتقبت كل واحدة منهما على سبيل توعد العصيان الذي قبل كل واحدة منهما فتوعد على كونه عنيدًا لآيات الله تعالى بإرهاق صعود وعلى قوله أن القرآن سحر يؤثر بإصلاء سقر وفيه بحث لا يخفى على من أحاط خبرًا بما تقدم.

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11